منذ حوالي سنتين وعمال وعاملات نزل صقانس الهناء الموجود بالمنطقة السياحية بالمنستير يعيشون على وقع الآلام التي سببتها لهم البطالة القسرية بعد أن اتخذ أصحاب النزل قرارا بغلقه لأسباب عائلية بحتة. وفي أكثر من 25 مناسبة نظم العمال والعاملات وقفات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم:
هذه الجهود لم تفلح في دفع السلط المحلية والجهوية ومن ورائهما السلطة المركزية إلى اتخاذ إجراءات جريئة تعيد إليهم كرامتهم وتضمن لهم حقوقهم وحقوق عائلاتهم بعد أن أغلق النزل الذي كان يمثل مورد رزقهم الوحيد أبوابه.
أوضاع صعبة
«الشروق» استغلت الوقفة الاحتجاجية الأخيرة التي نظمها هؤلاء العمال وتحدثت إلى بعضهم لمعرفة أطوار قضيتهم مع صاحب النزل ومطالبهم بالإضافة إلى الاطلاع على الظروف العائلية الصعبة التي يعيشونها في ظل انقطاع السيولة المالية.
قال سليم القربي «اشتغلت في النزل مدة 22 سنة تفانيت خلالها في العمل ولم ادخر جهدا لإعطاء صورة جيدة عن تونس ومواطنيها أمام السياح الذين كنا نتعامل معهم كنت أعيش في استقرار عائلي وأنا المتزوج والأب لأربعة أبناء.. لم أكن أتصور يوما أنني سأجد نفسي في هذه الوضعية التي لا ارتضيها حتى لأعدائي فكرامة الإنسان في شغله وفي المال الذي يكسبه وينفقه على من هم ضمن مسؤوليته ومن أين لي الآن بالكرامة وأنا عاطل عن العمل منذ حوالي سنتين؟».
سليم كان شديد التأثر وهو يقص علينا أطوار مشكلته ومشكلة زملائه سألناه عن بداية الحكاية فأضاف «انطلقت مشكلتنا الحقيقية قبل قيام ثورة الحرية والكرامة بأيام وتحديدا في 8 جانفي من سنة 2011 لما جئنا إلى مقر الولاية للمطالبة بمرتباتنا ثم بعدها ولأسباب عائلية (ورثة) وبعيدا عن كل التجاذبات السياسية قرر مالكو النزل غلقه ووجدنا أنفسنا في بطالة مطولة امتدت إلى الآن.
وتابع قائلا «لم نيأس ونظمنا عديد الوقفات الاحتجاجية واعتصمنا بمقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لكن دون جدوى اذ ظل حالنا على ما هو عليه ولم نعد ندري كيف سنتصرف في المستقبل؟...».
متضررون بالجملة
حوالي 152 عائلة معنية بهذا المشكل هكذا قال عادل البرهومي الذي قضى مدة 25 سنة في العمل داخل النزل.
عادل متزوج وله ثلاثة أبناء ظل مثلما أفادنا به مدة سنتين تقريبا بلا مرتب وبلا منحة إنتاج التجأ إلى طرق أبواب العمل في مجالات أخرى لم يعهدها من قبل حتى لا يمد يده للغير ووجد صعوبة في التأقلم مع وضعه الجديد لكن الأمل في انقشاع السحب وتوضح الرؤى مازال يراوده وهو ينتظر أن تنفرج الأمور في كل لحظة وحين.
بعض زملائه غرقوا في الديون من الأهل والأصحاب والعطار وعادل قال إن وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى إثر الوقفات الاحتجاجية التي نفذوها في مناسبات كثيرة قدمت لهم مساعدات مادية طيلة سنة لكن هذه المساعدات توقفت بأمر من خليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية وهو يتساءل لماذا لا تواصل الوزارة منحهم هذه المساعدة إلى حين التوصل إلى حل خاصة وأنهم مطالبون بالإنفاق على زوجاتهم وأبنائهم الذين يزاولون دراساتهم بمختلف المستويات وأن الديون تحاصرهم من كل جانب؟
هل يتم التفويت في النزل؟
محدثونا وإن بدوا في حالة نفسية صعبة فإنهم كانوا متفائلين بالمستقبل خاصة أن النزل موضوع الخلاف معروض للبيع وسيتم التفويت فيه يوم 28 ديسمبر الحالي في صورة وجود الشاري طبعا وقالوا إنهم يحرسون النزل ليلا نهارا حتى لا يلحقه الأذى وهم يعتبرونه السبيل الوحيد للخلاص مما هم فيه الآن.
محدثونا لا يريدون شيئا غير العمل في النزل مع مالكيه الأصليين أو مع مالك جديد وهم يأملون أن يقف المسؤولون الجهويون إلى جانبهم في هذا الظرف العصيب خاصة أن المسألة بلغت القضاء ولن يحسم فيها إلا بعد أشهر طويلة وأن الاتصالات والاجتماعات التي أجروها مع بعض الجهات المعنية لم تؤت أكلها ولم تغير من الوضع شيئا.
وقد رجانا المحتجون أن نبلغ تشكراتهم للمسؤولين على إدارة الشركة التونسية للكهرباء والغاز الذين تفهموا وضعياتهم الاجتماعية ووضعوا في المقام الأول الجانب الإنساني وقدموا لهم تسهيلات في الدفع ومتعوا البعض حتى بالتأجيل وهو قرار وتدخل لم تقم به بعض الإدارات الأخرى على غرار الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه التي قامت بقطع الماء عن بعض العائلات التي لم تقدر على دفع معاليم الفواتير التي بحوزتها.
المهدي خليفة
أوضاع صعبة
«الشروق» استغلت الوقفة الاحتجاجية الأخيرة التي نظمها هؤلاء العمال وتحدثت إلى بعضهم لمعرفة أطوار قضيتهم مع صاحب النزل ومطالبهم بالإضافة إلى الاطلاع على الظروف العائلية الصعبة التي يعيشونها في ظل انقطاع السيولة المالية.
قال سليم القربي «اشتغلت في النزل مدة 22 سنة تفانيت خلالها في العمل ولم ادخر جهدا لإعطاء صورة جيدة عن تونس ومواطنيها أمام السياح الذين كنا نتعامل معهم كنت أعيش في استقرار عائلي وأنا المتزوج والأب لأربعة أبناء.. لم أكن أتصور يوما أنني سأجد نفسي في هذه الوضعية التي لا ارتضيها حتى لأعدائي فكرامة الإنسان في شغله وفي المال الذي يكسبه وينفقه على من هم ضمن مسؤوليته ومن أين لي الآن بالكرامة وأنا عاطل عن العمل منذ حوالي سنتين؟».
سليم كان شديد التأثر وهو يقص علينا أطوار مشكلته ومشكلة زملائه سألناه عن بداية الحكاية فأضاف «انطلقت مشكلتنا الحقيقية قبل قيام ثورة الحرية والكرامة بأيام وتحديدا في 8 جانفي من سنة 2011 لما جئنا إلى مقر الولاية للمطالبة بمرتباتنا ثم بعدها ولأسباب عائلية (ورثة) وبعيدا عن كل التجاذبات السياسية قرر مالكو النزل غلقه ووجدنا أنفسنا في بطالة مطولة امتدت إلى الآن.
وتابع قائلا «لم نيأس ونظمنا عديد الوقفات الاحتجاجية واعتصمنا بمقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لكن دون جدوى اذ ظل حالنا على ما هو عليه ولم نعد ندري كيف سنتصرف في المستقبل؟...».
متضررون بالجملة
حوالي 152 عائلة معنية بهذا المشكل هكذا قال عادل البرهومي الذي قضى مدة 25 سنة في العمل داخل النزل.
عادل متزوج وله ثلاثة أبناء ظل مثلما أفادنا به مدة سنتين تقريبا بلا مرتب وبلا منحة إنتاج التجأ إلى طرق أبواب العمل في مجالات أخرى لم يعهدها من قبل حتى لا يمد يده للغير ووجد صعوبة في التأقلم مع وضعه الجديد لكن الأمل في انقشاع السحب وتوضح الرؤى مازال يراوده وهو ينتظر أن تنفرج الأمور في كل لحظة وحين.
بعض زملائه غرقوا في الديون من الأهل والأصحاب والعطار وعادل قال إن وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى إثر الوقفات الاحتجاجية التي نفذوها في مناسبات كثيرة قدمت لهم مساعدات مادية طيلة سنة لكن هذه المساعدات توقفت بأمر من خليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية وهو يتساءل لماذا لا تواصل الوزارة منحهم هذه المساعدة إلى حين التوصل إلى حل خاصة وأنهم مطالبون بالإنفاق على زوجاتهم وأبنائهم الذين يزاولون دراساتهم بمختلف المستويات وأن الديون تحاصرهم من كل جانب؟
هل يتم التفويت في النزل؟
محدثونا وإن بدوا في حالة نفسية صعبة فإنهم كانوا متفائلين بالمستقبل خاصة أن النزل موضوع الخلاف معروض للبيع وسيتم التفويت فيه يوم 28 ديسمبر الحالي في صورة وجود الشاري طبعا وقالوا إنهم يحرسون النزل ليلا نهارا حتى لا يلحقه الأذى وهم يعتبرونه السبيل الوحيد للخلاص مما هم فيه الآن.
محدثونا لا يريدون شيئا غير العمل في النزل مع مالكيه الأصليين أو مع مالك جديد وهم يأملون أن يقف المسؤولون الجهويون إلى جانبهم في هذا الظرف العصيب خاصة أن المسألة بلغت القضاء ولن يحسم فيها إلا بعد أشهر طويلة وأن الاتصالات والاجتماعات التي أجروها مع بعض الجهات المعنية لم تؤت أكلها ولم تغير من الوضع شيئا.
وقد رجانا المحتجون أن نبلغ تشكراتهم للمسؤولين على إدارة الشركة التونسية للكهرباء والغاز الذين تفهموا وضعياتهم الاجتماعية ووضعوا في المقام الأول الجانب الإنساني وقدموا لهم تسهيلات في الدفع ومتعوا البعض حتى بالتأجيل وهو قرار وتدخل لم تقم به بعض الإدارات الأخرى على غرار الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه التي قامت بقطع الماء عن بعض العائلات التي لم تقدر على دفع معاليم الفواتير التي بحوزتها.
المهدي خليفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق